أبرز ما تناولته الصحف اليوم

عاجل

الفئة

shadow

 كتبت النهار

  لا يمكن الإنكار والتجاهل أن "الاجتماع العربي الخماسي" في عمان الاثنين الفائت تناول أزمة النازحين واللاجئين السوريين في دول الجوار السوري بأولوية لا لبس فيها من خلال جعلها ركناً حتمياً من أركان الحل الشامل لإنهاء الحرب في سوريا. مع ذلك لا نتمالك كلبنانيين، معنيين في المقام الأول المتقدم بين الشعوب والبلدان العربية بالعبء الأثقل إطلاقاً الذي يتحمّله لبنان، كأكثر بلد عربي ناله ما ناله وما يرجح أن يناله أكثر فأكثر، من أعباء النازحين السوريين... لا نتمالك أنفسنا عن تسديد سهام النقمة والغضب والسخط الى القوى اللبنانية وما يُسمّى اصطلاحاً و"زوراً" الدولة اللبنانية أولاً ومن ثم الى الدول العربية كمنظومة وكدول متفرّقة ثانياً، لجهة "السياسات البيلاطسية" المتبعة في التعامل مع أخطر خطر يواجهنا.

لا نسلم بالهجوم الطوعي المجاني العقيم على العرب لأن ما قرأناه على الأقل في بيان اجتماع عمان الخماسي عن عودة النازحين الطوعية والآمنة ينسجم واقعياً مع الأدبيات الأممية والدولية والقرارات الدولية ذات الصلة بمشكلة النازحين واللاجئين السوريين. ولا يمكننا كلبنانيين داست فئات معروفة منهم ولا تزال تدوس على قرارت الأمم المتحدة ومجلس الأمن المتعاقبة المتصلة بإعادة السيادة والاستقلال الناجزين الى لبنان أن ننكشف أكثر فأكثر في المزايدة على الخماسي العربي الذي أصدر مقرّرات عمّان. ومع ذلك لا يبدو مثيراً للغرابة أن نسأل "الأشقاء" المتهافتين على منح بشار الأسد شرعية معوّمة فاضحة بانحرافها ومخالفة لشرعة حقوق الإنسان ولكل منطق السياسات الإنسانية والحقوقية والمشروعية الحقيقية، لماذا تغدقون العطايا على هذا النظام وتقبلون بغياب البلد العربي الأول في تحمّل ثقل النازحين السوريين؟ أيّ مشروعية لهذا التغييب، ألم يكن واجباً "إحراج" لبنان وحكومته بدعوتهما الى الاجتماع وأقله في ما يتّصل بمعضلة النازحين؟

تثار المسألة عندنا من واقع معرفة حاسمة بأن العرب المجتمعين في عمّان من أكثر العرب إدراكاً لتعقيدات الواقع اللبناني الراهن وأنه حتى لو كان "الخماسي" يعدّ نفسه معنيّاً أو مفوّضاً من المنظومة العربية جمعاء بالتحضير لإعادة سوريا الى المسمّاة جامعة عربية في القمة المقبلة فإنه لم يكن يضيره أن يشرك لبنان الرسمي في الحيّز المتصل بأزمة النازحين أسوة بالبلد المضيف الأردن الذي يتشارك مع لبنان وتركيا العدد الأكبر للنازحين السوريين.

ثمة من سيبرّر للعرب تلقائياً بأنهم احتفظوا بحق لبنان من خلال مندرجات البيان الذي يدعو سوريا الى إدارة عمليات التنسيق مع الجهات الدولية وحكومات الدول التي تضم النازحين. ولكن ذلك لن يكفي بلداً "يتيم" السلطة الحقيقية ويتيم الدعم الجاد وأفقدته سلطاته أي صدقية بدليل أن "بعض" هؤلاء العرب المجتمعين في عمان ينخرطون حتى العظم في أدوار ووساطات حيال أزمة الشغور الرئاسية في لبنان. ورد في هذه الزاوية عشيّة لقاء عمان أن ثمة مسلكين حتميين لا ثالث لهما لإنقاذ لبنان من خطر وجودي ترتبه أعباء النازحين السوريين عليه، هما الالتزام العربي والحسم الدولي لإرغام نظام الأسد بإعادة النازحين من شعبه الى أرض سوريا. ولذا سيكون العقم بذاته أن يرد العرب على أيّ ملامة لبنانية في حقهم إن تهاونوا وأمعنوا في سياسات غسل الأيدي إلا ممّا يعنيهم لأن لبنان هو البلد الأكثر رزوحاً تحت القهر القسري والعجز القاتل عن استرداد حقوقه البديهية وهم معنيّون بإنقاذه قبل وأكثر من تعويم نظام بشار.

الناشر

Mirian Mina
Mirian Mina

shadow

أخبار ذات صلة